كيف يتجنب الإنسان في منتصف العمر إدمان الألعاب؟
نشرت وسائل الإعلام في هونغ كونغ قصة مسؤول كبير أدمن «وانغجه رونغياو» لدرجة أنه يرفض النزول من السيارة قبل انتهاء المباراة. كان قدوتنا في الجامعة؛ قصته مع الاجتهاد والتجارب المخبرية كانت تلهم كل طالب في تلك الكلية الزراعية المغمورة. الآن أطاحت به لعبة. ربما كان الفساد أعمق من مجرد لعبة، لكن السؤال الذي يشغلني: كيف يتجنب الراشد الإدمان؟
طفولتنا كانت مليئة بتحذيرات الآباء من اللعب، ومع ذلك كبرنا وما زلنا نغرق في الألعاب. لماذا هذا السحر؟
نحن نتحدث عن ألعاب الفيديو، لأنها سهلة: لا تتطلب جهد كرة القدم أو انتظار رفاق المَهْجَر؛ يكفي أن تفتح الهاتف لتواجه لاعبين من أنحاء العالم. الغريزة العدوانية، وخاصة لدى الرجال، تجد متنفسًا في الألعاب القائمة على «القتل»: من «ورلد أوف ووركرافت» القديمة إلى «بابجي» الحديثة، حيث القنص والقتل غاية. المتعة ليست في الفوز في النهاية بقدر ما هي في لحظات القضاء على الخصوم.
الألعاب الحديثة تُصمَّم لتستغرق 30 دقيقة في المتوسط، بزعم أنها «تملأ الوقت المهدور في المترو»، لكنها تلتهم الليالي والعطلات، وتلتهم وقت العلاقات والقراءة والنوم. تصميمها يتبع النفس البشرية: مكافآت تسجيل الدخول، هدايا الأعياد، مستويات جديدة، ألقاب «أفضل لاعب»… كلها تغذّي المخ بمكافآت صغيرة وفورية، بينما يتطلب الواقع جهودًا أكبر لنيل الشعور نفسه بالإنجاز.
الخطر الأكبر هو الوقت، والوقت حياة. كل لعبة تضع تحذيرًا «الإفراط يضر الصحة» لكنها لا تخبرك كيف تتوقف. الشركات لن تقول لك ذلك أبدًا.
لا أحد محصّن. صديق لي يقول إن أمه السبعينية تمضي ساعات يوميًا في لعبة «ليانليان كان». لذلك أفضل نصيحة هي «لا تبدأ». إذا بدأت وتريد الإقلاع، فجرب طريقة الالتزام العلني: أرسل رسالة لمن تحب — طفلك، والديك، شريكك، حتى صديقك المقرّب — تقول فيها «أعدك ألا ألعب مجددًا». الالتزام أمام من تحب يجعل الرجوع أصعب.
نظام حياة منضبط هو خط الدفاع الأول، والجهر بالتعهد هو خط الدفاع الثاني. البقية مسؤوليتك.
تاريخ النشر: 9 يناير 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025