iDiMi
تغيير اللغة
تبديل النمط

أنا ضابط شرطة جنائية

iDiMi-حجم النفوذ مرتبط بالموارد

شاهدت مؤخرًا مسلسل «أنا ضابط شرطة جنائية» من بطولة يو هاي-وي. لم أتابع دراما صينية منذ سنوات، ورغم وجود بعض التقدم فإن الصناعة لم تتحسن كثيرًا؛ كأن لا أحد في طاقم الإنتاج يهتم فعلًا بالجودة. الممثلون القدامى يبالغون في الأداء، والجدد لا يستطيعون إتمام الجملة فيستعين المونتاج بأصوات بديلة، بل أحيانًا لا يكون الصوت صوت الممثل نفسه. قدرات الكتّاب أيضًا بحاجة إلى صقل؛ في أي عمل سواء رواية أو مسلسل، عندما تكرر الشخصيات في مقاطع متقاربة العبارة ذاتها التي يراها الكاتب «مهمة» فهذا يعني أن الكتابة غير ناضجة. في المسلسل مثلًا يكرر أكثر من شخص جملة «كل قضية لها رائحتها وطباعها».

تشين تشوان شخصية تجمع مزايا كل «صانعي الإنجاز»، فهو يختزل الصفات التي تجعل أي شخص قادرًا على إتمام عمله. يمكن تلخيصها في أربع نقاط: أولًا، الرغبة في العمل. في قضية تفجير منجم شيشان سُلّط الضوء على خلفيته وسبب انضمامه إلى الشرطة، ثم زادت المواجهة مع القائد هو بينغ حدة رغبته في القيام بواجباته. وعندما نُقل إلى قسم الاستجواب لم يكتفِ بالمبادرة بنفسه بل دفع المخضرمين للعمل معه، ورفع مستوى القسم. ثانيًا، القدرة على العمل؛ الإرادة وحدها لا تكفي، يجب أن تملك مهارة التنفيذ، وقد حصل تشين على وسام من الدرجة الثانية في قضية الانفجار، وهو اعتراف رسمي بقدراته. ثالثًا، امتلاك منهجية. عندما أصبح «تشين المدير» وصار يوجّه القضايا، كان يقدم للفرق طرقًا عملية، وهذا ما يميّزه عن الضباط الآخرين مثل تاو أو يانغ شيونغ؛ جميعهم يشتركون في روح الشرطة لكن تشين يعرف كيف يبدأ العمل: هل الجريمة طمع أم انتقام؟ هل الجاني محلي أم غريب؟ يحدد الأسئلة الجوهرية ثم يدور التحقيق حولها، لأن الخطأ في الاتجاه يعني ضياع النتيجة. رابعًا، القدرة على تعبئة الموارد. كلما زادت التقنيات زاد الاعتماد على الموارد. بدأ تشين بفريق صغير من صديقين، ثم صار قائدًا لإدارة جنائية على مستوى المقاطعة. في قضية تشانغ كه-هان أراد 200 عنصر لتحليل الفيديو لكنه حصل على 80 فقط، وبعد أن ترقى وأغلق القضايا المعلقة صار قادرًا على تعبئة موارد المقاطعة كلها للفحوص الوراثية.

من المسلسل نتعلم بعض المعارف الجنائية: القتل غالبًا نوعان، بدافع المال أو بدافع الأذى الخالص، ومن يقتل لأجل المال قد يسلب الضحية أيضًا، أما جرائم الانتقام نادرًا ما تتضمن السرقة. ثانيًا، نسبة كشف جرائم القتل اليوم تتجاوز 90%، وأحيانًا يُعرف المشتبه به قبل اكتمال مسرح الجريمة بفضل الأدوات. ثالثًا، جوهر العمل الجنائي هو العثور على الأدلة المادية التي تقود إلى الجاني؛ وكلما قلت الآثار دل ذلك على أن المجرم مستعد. رابعًا، ليست القضايا الصعبة من صنع أذكى المجرمين بالضرورة؛ قد يكون شخصًا عاديًا ارتكب الجريمة في لحظة طيش.

تاريخ النشر: 18 ديسمبر 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025

مقالات ذات صلة