ذلك الاختيار سيصير واضحًا للغاية
بعد ثلاث سنوات عادت سلسلة «يلوستون» في النصف الثاني من الموسم الخامس. ابتداءً من الحلقة التاسعة يبدأ خروج جون داتون من الأحداث، وهو أمر مباغت لجمهور المسلسل. يقال إن الممثل كيفن كوستنر غادر ليخرج فيلمه «Horizons»، فاضطر لترك العمل. ورغم أن القرار ليس رغبة الكتّاب، فإنه أعطى المسلسل أثرًا شبيهًا بخروج نِد ستارك في «صراع العروش». ومن الحلقات الثلاث الأولى لا يبدو أن «يلوستون» سينتهي نهاية سيئة؛ بل إن غياب داتون منح شخصيات أخرى مساحة أوسع، وحافظ المسار العام على مستواه. داخل القصة، مغادرة جون داتون هزّت أبناءه، خصوصًا في لحظة يقترب فيها الأعداء وتبدو المزرعة مهددة بلا روح. أظن حيرتهم هي حيرة طاقم العمل نفسه، لكن الكتّاب وجدوا جوابًا في نهاية الحلقة الحادية عشرة مع حوار مو وكيهسي داتون.
I have to choose.
choose between my family and the ranch.
Don’t seem like much of a choice to me.
me, neither.
I don’t know what it means.
Choose how? Choose When? Choose…. what?
you’re not suppose to know yet.
When the time comes, you’ll know.
And it won’t feel like a choice at all.
It’ll feel like fate.
You’ll see it, and you’ll smile.
‘Cause the choice will be so clear.
عليّ أن أختار.
أختار بين عائلتي والمزرعة.
لا يبدو أن هناك خيارًا حقيقيًا.
وأنا كذلك أراه بلا خيار.
لا أفهم ما يعنيه ذلك.
كيف أختار؟ ومتى؟ وماذا أختار أصلًا؟
لست مضطرًا لمعرفة الإجابة الآن.
عندما يحين الوقت ستعرف.
ولن تشعر أنك تختار.
ستشعر أنه القدر.
سترى الطريق، وستبتسم.
لأن الاختيار سيكون واضحًا إلى هذا الحد.
هذا الحوار العميق يخرج من فم حكيم هندي فيغطيه بهالة غامضة تجعلنا نصدقه بلا مقاومة.
عندما يأتي القدر لن نقف عند مفترق طرق، بل سنجد أنفسنا على طريق واحد مستقيم، لا مجال فيه للالتفاف، وكل ما نستطيع فعله هو القبول والتقدم. ومن زاوية أخرى، كل مرة نتخبط أمام خيار فهذا يعني أن القدر لم يصل بعد؛ علينا الانتظار حتى لحظة الوضوح، حينها سنبتسم ونستسلم.
لروّاد الأعمال، في رحلتهم الطويلة المليئة بالتحديات، هناك قرارات يومية واضحة يكفي فيها «نعم» أو «لا»، لكن هناك قرارات مصيرية لا يمكن البت فيها فورًا، ولأنها مهمة نشعر بحيرة «كيف ومتى وعلى أي أساس؟». عندها يجدر بنا التمهل وانتظار اللحظة التي ينقشع فيها الغموض، سواء كان فجرًا أو عاصفة.
أختم باقتباس من قصيدة ماو تسي تونغ «بوسوان زي · يانغ مي». ربما يشبه القرار المصيري زهرة البرقوق: عندما تتفتح الجبال أزهارها، تقف هي في الوسط وتبتسم.
تهدي الرياح المطر وتستقبل الثلج الراقص. رغم الجليد المعلّق على الجرف، يزهو الغصن منفردًا.
لا تتنازع الربيع، بل تبشر بقدومه. وعندما تزهر الجبال جميعها، تبتسم من قلب الغابة.
تاريخ النشر: 2 ديسمبر 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025