بين «المحتوى» و«الميم»
في زمن السوشال ميديا نحتاج إلى شيئين كي يصل صوتنا: محتوى حقيقي (“داتا”)، وطريقة جذابة (“ميم”). المحتوى يلبي الحاجة إلى العمق، أما الميم فيحمل الرسالة عبر النكات والصور والتلميحات الثقافية.
استمعت مؤخرًا إلى حلقتين عن ثقافة هونغ كونغ: الكاتب ما جياهوي سرد قصص الشوارع بحميمية، بينما كان حديث مفوض الشرطة السابق دنغ بينغتشيانغ أقرب إلى التصريحات الرسمية. الأول قدّم “المحتوى”، والثاني اكتفى بصياغات عامة. الجمهور بطبعه يميل إلى الأول.
في المقابل نرى إيلون ماسك يستخدم الميمات على تويتر لإيصال رسائله حول العملات الرقمية أو الصراعات التقنية، ويؤثر في السوق بعبارة واحدة. إنه مثال على دمج التحليل العميق بالنكات الخفيفة. حتى جداله العلني مع مارك زوكربيرغ حول الذكاء الاصطناعي تحول إلى ميم عالمي.
هذا المزج مفيد أيضًا في الأعمال: تقرير السوق قد يكون مليئًا بالرسوم البيانية، لكن ميم ذكي يمكن أن يشرح الفكرة نفسها لجمهور أوسع. الأمر مشابه في الدراما التاريخية؛ مسلسل «سلالة يونغ تشن» نجح في تقديم الوقائع وفي الوقت نفسه نشر ميمات ثقافية مثل مناداة “الأمير الثالث” التي صارت رمزًا للعلاقات العائلية في البلاط.
الدرس بسيط: لا يكفي أن نملك «الجوهر» ولا أن نكتفي بـ«التغليف»؛ ينبغي أن نحترف الاثنين معًا إذا أردنا التأثير في هذا العصر السريع.
تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025