مشاهدة الأفلام، بيئة الاستثمار، وتفشي الاحتيال
ذهبت لمشاهدة فيلم «فِنغشن» في صالة IMAX بحثًا عن صورة مثالية، لكن ظلام الشاشة واللطخات السوداء كشفا أن إدارة الصالة خفضت سطوع المصباح لتوفير بضع عشرات من اليوان. تجربة كهذه تخذل الجمهور الذي يدفع ثمن التذاكر المرتفع، وتضر بالقطاع السينمائي ككل.
صحيح أن صالات كثيرة ممتلئة، ما يدل على وجود رغبة في الإنفاق الترفيهي، لكن توفير تجربة دون المستوى يبدد الثقة ويُطفئ الحماس. في اقتصاد متباطئ، هذا النوع من “التوفير” يضيف مزيدًا من البرودة على استهلاك الناس.
مع أنهم يملكون مدخرات أكبر، يخشى كثيرون المستقبل، فيؤجلون الإنفاق أو الاستثمار. هذا ما يفسر ركود العقارات والأسواق المالية. إنعاش الثقة يستدعي إصلاحات أعمق: عوائد أفضل للمستثمرين طويلَي الأجل، إصلاحات في سوق العقار (مثل إعادة تطوير الأحياء القديمة)، وربما تخفيض الدفعة الأولى لتحفيز الطلب.
من ناحية أخرى، ازدياد الحديث عن الاحتيال الهاتفي والرقمي ليس مجرد ظاهرة إجرامية؛ إنه انعكاس لضغط اقتصادي وتوقعات مرتفعة ووعي غير مكتمل. في زمن تتعرض فيه الطبقات المختلفة لضغوط معيشية، ينحرف البعض نحو الطرق الملتوية. الحل لا يكون بالشعارات بل بخلق وظائف حقيقية، وتوجيه الرأي العام، ورفع الوعي القانوني.
الخلاصة: جودة الخدمات الترفيهية، وحرارة الاستهلاك، وصحة السوق المالية، وحتى ظواهر الجريمة، كلها خيوط متشابكة في نسيج واحد. علينا التعامل معها كمجموعة وليس كقضايا منفصلة.
تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025