نسمع السوترا على أعتاب الغرب
تُعَدّ طريق “مَيلِينغ” في هانغتشو موطنًا لعدد من أشهر الأديرة. في الأيام العادية كانت الحشود تُغلق الطريق وتستدعي الشرطة لتنظيم المرور، لكن الوباء ترك المكان خاليًا تقريبًا. بعد بوابة “باييون شنتشو” في قرية ميجياوو، يوجد موقف سيارات صغير لا يتسع سوى لست مركبات، وكأن الحظ وحده يقرر من سيجد مكانًا.
أمام الموقف صخرة منقوشة عليها عبارة “معبد فاكسي”، ومنها يبدأ المسار نحو التل الأعلى. بعد خمس دقائق من المشي عبر الغابة نصل إلى معبد فاكسي الشهير، المكرّس للإلهة غوانيين، لكن البوابة مغلقة بإحكام.
لوحات الإرشاد على المسار تقود إلى معبد “فاجينغ” في التل الأوسط. نادرًا ما يُرى أحد على الطريق سوى راهب يمشي باكرًا، فيما تبقى لوحة “السلام لبوذا البصير” صامتة أمام بوابة مغلقة أخرى.
بمزيد من الخطوات نصل إلى “فاجينغ” في التل الثالث. المعبد صغير نسبيًا ويديره رهبان من الراهبات، لكن الأبواب كذلك مغلقة.
بعد الثلاثة تلال يأتي مجمع “فَيْلاي فِنغ” الذي يضم لينغين ويوڤوچو وتاوغوانغ. هذه المعابد هي الأقدم، وأشهرها لينغين الذي يحرس بوابة جبلية مواجهة لنقوش فيلاي، ويحمل هالة قصص “الرجل المضحك” جيغونغ. اليوم أُغلقت بوابته تمامًا.
على بعد خمس دقائق سيرًا من لينغين توجد بوابة يوڤوچو المزيّنة بلوحة كتب عليها الإمبراطور تشيانلونغ عبارة “مطر الزهور في حقول البركات”، لكنها، مثل لينغين، مغلقة.
أما تاوغوانغ، القابع في حضن جبل “بيغاو”، فكان قليل الزوار حتى في الأيام العادية. إغلاقه الكامل جعل الدرب المؤدي إليه مقفرًا.
صحيح أن أبواب الأديرة الستة مغلقة، لكن الطريق بين هذه المعالم أصبح أكثر هدوءًا من أي وقت مضى، ما يتيح تأمل الأشجار والمحلات والتماثيل الصغيرة على مهل، وكأن الصمت نفسه دعوة للتأمل.
تاريخ النشر: 26 أبريل 2022 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025