فوز جو بايدن
في مساء 7 نوفمبر 2020 بتوقيت الساحل الشرقي، صعد جو بايدن بخطوات سريعة إلى منصة مركز “تشيس” في ويلمنغتون ليعلن نهاية أطول انتخابات أمريكية وأكثرها التباسًا. والواقع أن النتيجة حُسمت لحظة أُغلقت صناديق اقتراع البريد منتصف ليلة الثالث من نوفمبر.
طريق الانتصار
- في 25 أبريل 2019 أعلن بايدن، وكان عمره 76 عامًا، ترشحه رسميًا عبر مقطع فيديو أشار فيه إلى أن “الحرية والديمقراطية الأمريكية على المحك”.
- في 8 أبريل 2020 انسحب بيرني ساندرز من السباق التمهيدي، فتحوّل بايدن إلى المرشح المُفترض للحزب الديمقراطي.
- في 11 أغسطس 2020 اختار كامالا هاريس مرشحة لمنصب نائب الرئيس، فدخل الاثنان في مواجهة مباشرة مع دونالد ترامب ومايك بنس.
- في 29 سبتمبر جرت المناظرة الأولى التي وصفتها الصحافة الأمريكية بـ”المعركة الفوضوية”. وفي 22 أكتوبر عُقدت المناظرة الأخيرة التي بدت أكثر انضباطًا، وركزت على الجائحة، والصفقات العائلية، وإرث إدارة أوباما.
- فجر 4 نوفمبر افتتحت بلدة ديكسفيل نوتش في نيوهامبشير التصويت، ومنحت كل أصواتها الخمسة لبايدن رغم أن أول ناخب جمهوري الانتماء.
- مع توالي نتائج الولايات تعادل المرشحان، ثم عادت الكفة تميل لبايدن بعد فوزه بولايات تقليدية زرقاء. بحلول 5 نوفمبر بدأ قلب بنسلفانيا وجورجيا إلى “الأزرق” يكشف ملامح النصر، مع إعلان جورجيا إعادة الفرز لفارق ضئيل لا يتجاوز 0.2%.
- الظهر الـ 12:27 من يوم 7 نوفمبر أعلنت قنوات CNN وCBS وNBC وFOX وغيرها أن بايدن تخطى عتبة الـ270 صوتًا في المجمع الانتخابي. وانهالت على الفور علامات التحذير على تغريدات ترامب.
- مساء اليوم نفسه أعلن بايدن النصر من ويلمنغتون، ثم غرّد قائلًا:
“أيها الأمريكيون، يشرفني أن تختاروني لقيادة أمتنا العظيمة.
ستكون المهمة صعبة، لكنني أعدكم أن أكون رئيسًا لكل الأمريكيين، سواء صوّتّم لي أم لا.”
بايدن الإنسان والسياسي
مسيرة بايدن الشخصية مليئة بالمنعطفات المؤلمة: فقد زوجته وابنته في حادث سير عام 1972 بعد أيام من فوزه بمقعده الأول في مجلس الشيوخ وهو في التاسعة والعشرين، ثم خضع في منتصف الأربعينيات لجراحة خطيرة بسبب تمدد شرياني دماغي، وفي 2015 فقد ابنه بو بسبب سرطان الدماغ. هذه التجارب شكّلت شخصيته وجعلته يميل إلى مقاربات واقعية، سواء في السياسة الخارجية أو في القضايا الاجتماعية.
على مدى عقود في لجنة العلاقات الخارجية، زار بايدن معظم بقاع العالم، وبنى شبكة واسعة من العلاقات مع قادة دوليين ومعارضين على حد سواء. انتقد فضيحة “إيران كونترا” في عهد ريغان، ووجّه انتقادات حادة لحرب العراق في عهد بوش الابن، وأبدى اهتمامًا مبكرًا بقضايا إفريقيا وبالحد من الانبعاثات الكربونية.
خلال ثماني سنوات نائبًا لباراك أوباما لعب دور “الذراع اليمنى”. وفي الأيام الأخيرة لإدارة أوباما حصل على وسام الحرية الرئاسي، ولم يتمالك نفسه من البكاء وهو يتسلمه، ظانًا ربما أن تلك اللحظة ستكون خاتمة حياته السياسية، قبل أن يُتوج رئيسًا بعد محاولة ثالثة ناجحة.
ماذا بعد؟
فوز بايدن جاء بعد معركة انتخابية غير مسبوقة في حدة الاستقطاب، ووسط طعون قضائية وإعادة فرز في عدة ولايات. لكنه فتح صفحة جديدة لسياسي مخضرم يعتزم، وفق وعوده، إعادة ترميم التحالفات، والتصدي للجائحة، وتهدئة الداخل الأمريكي. يبقى السؤال إلى أين سيقود الولايات المتحدة، وإجابته ستتضح مع مرور الوقت.
تاريخ النشر: 18 يناير 2020 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025