iDiMi
تغيير اللغة
تبديل النمط

هل الإنسان والذكاء الاصطناعي ثنائي متناغم أم عدوّان؟

iDiMi-الإنسان والذكاء الاصطناعي

أغوص منذ فترة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. في مسلسلات مثل «Westworld» وأفلام مثل «Ex Machina» يتعامل البشر مع البشر الآليين كأدوات للتنفيس، وحين يستيقظ الذكاء الاصطناعي تنتهي البشرية بكارثة. في الواقع، طوّر فريق DeepMind من غوغل خوارزميات تخفّض استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، وتساعد جراحات أورام الرقبة، بل هزمت لي سي دول في غو. يتحدث رن تشنغ في داخل هواوي عن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يحل مشكلات الاتصالات أولًا.

ينظر رواد الأعمال وصناع الخيال العلمي إلى الذكاء الاصطناعي من زوايا متعارضة. رواد الأعمال براجماتيون؛ يرون الذكاء الاصطناعي امتدادًا لعقول البشر وأيديهم، ويعتقدون أنه ينبغي حل المشاكل التي تعجز عنها البشرية أو لا يستحق هدر الوقت عليها. أما صناع الأفلام فينطلقون من الطبيعة البشرية، محاولين الكشف عن شكل العلاقة المستقبلية، وكيفية التواصل والتعايش. لأجل الحبكة يبرزون الصدام ويخففون الأسباب.

أسهل طريقة لفهم إمكانية التعايش هي دراسة أسباب عدم التعايش.

منذ ظهور الإنسان وهو يقاتل للبقاء: في البداية مع الحيوانات على الطعام والكهوف والمياه، ثم مع بني جنسه على الأنهار والأراضي والموارد. اليوم، رغم التقدم، ما زلنا نتنازع على المياه والأرض والمعادن والفضاء والإنترنت. السبب الجذري لعجزنا عن التعايش مع الكائنات الأخرى –أو مع بعضنا– هو أن الموارد ضرورية للحياة ومحدودة في كل لحظة.

يأتي عصر الذكاء الاصطناعي بعد الإنترنت والسحابة والبيانات. الطريق طويل لكنه بدأ، لذلك بدأنا نشكك في قدرتنا على التعايش مع هذه الكيانات. من جهة نحتاجها لتمديد قدراتنا بلا حدود، ومن جهة نخشى أن نخسر أمامها في سباق الموارد. نحن كائنات كربونية (C وH)، أما الذكاء الاصطناعي فيقوم على الليثيوم والسيليكون (Li وSi). يا لها من مصادفة أن تأتي العناصر بهذا الترتيب في الجدول الدوري! هل خلق الله البشر الكربونيين ثم أوحى إليهم بصناعة كائنات سيليكونية لتخلق بدورها درجة أعلى من الذكاء؟

في لاوعينا نخاف أن يستحوذ الذكاء الاصطناعي على كل ضوء الشمس. نعم، نؤمن اليوم أن الشمس لن تنطفئ في مستقبل يمكن التنبؤ به، لكن جرّب هذا الافتراض المتطرف: لنقل إن الأرض صغرت بحيث لا تتسع إلا لإنسان أو لذكاء اصطناعي. من الذي سيبقى ليستمد الطاقة من الشمس؟ هل يمكن أن يصل عدد البشر والآلات إلى مستوى لا بد أن تفنى فيه إحدى الجهتين؟

على مدى القرن المقبل، وفي الأفق الذي يمكن لرواد الأعمال تصوره، لا يوجد قلق؛ يمكننا تقييد تطور الذكاء الاصطناعي في مسارات معينة واستخدامه كأداة مساعدة، ومنعه من أفعال “غير أخلاقية”. لكن بعد مئات السنين، حين نصل فعلًا إلى عوالم «Westworld» أو «Ex Machina» أو حتى «The Matrix»، ما الذي سيحدث؟

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2025 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025

مقالات ذات صلة