هل «الحفرة» فيلم بسيط أم شبكة معقّدة؟
تقييمي: ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
فيلم “Le Trou” الذي أخرجه الفرنسي جاك بيكر عام 1960 يُعد مرجعًا لأفلام الهروب. ثمة مشاهدون يرونه فيلمًا مبسطًا بلا ألغاز، ويعتقدون أن كلود هو الواشي. فريق آخر يؤمن بأن عملًا بهذه المكانة لا بد أن يخبئ طبقات عميقة وأن الواشي شخصية أخرى. لنفكك المشاهد واحدة فواحدة.
التقى السجّان وكلود أربع مرات:
- المرة الأولى: ضُبط كلود وهو يخفي ولاعة فأبلغ عنه رفاقه. صادرتها الحراسة وأبدى المدير لطفًا وناداه “أيها الولد الطيب”. كانت تلك أول مواجهة.
- الثانية: بعد لقاء كلود بزوجة شقيقته تاه في الممرات، فأنقذه المدير وسأله عن اسمه. يظهر هنا أنهما لم يكونا يعرفان بعضهما، ما يستبعد فكرة أن المدير خطط لعملية الهروب.
- الثالثة: في اليوم التالي، أخبر المدير كلود أن زوجته سحبت دعوى الطلاق. كان على كلود أن يختار بين الهرب وانتظار نتيجة القضية، فاختار الانتظار، وفي تلك اللحظة أخبر المدير بخطة الهروب. الدليل في التفاصيل: بعد أن استدعى المدير عريف العنبر إلى مكتبه يقطع المخرج المشهد بعدسة ثابتة ويُظهر نزلاء يعملون في الخارج، في إشارة إلى حديث مطول خلف الباب. بعد خروج كلود عاد العريف مجددًا لمناقشة التفاصيل، ما يبرز خطورة الأمر.
- الرابعة: عند إحباط الهرب تجاهل المدير كلود تمامًا وأودعه زنزانة جديدة. حين لمح أحد الحراس إلى كلود التفت الأخير وصاح من تلقاء نفسه، مؤكداً أنه الواشي.
«الحفرة» فيلم من حقبة مبكرة، لذا تبدو حكاياه مباشرة. سحره لا يأتي من حيل السرد بل من تصويره شبه الوثائقي لتفاصيل الحفر والهروب، ولهذا استحق مكانته بين كلاسيكيات النوع.
تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2025 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025