كيف أصبحتُ «إله الدواء»؟
بعد إلغاء الرسوم الجمركية على أدوية السرطان المستوردة، ومع إعادة تسليط الضوء على قضية لو يونغ، اجتاح فيلم «أنا لستُ إله الدواء» شاشات السينما.
يبدأ الفيلم بعازف متزوج يبيع لوحات واقية للرأس في شارع الشارع. ديونه تتراكم: أبوه في غيبوبة، ابن صغير ينتظر النفقة، وزوجة سابقة تطالبه بالاستقامة. حين يعرض عليه مريض باللوكيميا تهريب دواء ج Generic هندية رخيصة من سنغافورة يقبل — ليس بدافع البطولة، بل لأنه يرى فرصة لإنقاذ نفسه. مع الوقت يتحول متجره الصغير إلى شريان حياة لمئات المرضى: لو سيويي، الشاب المتمرد بنغ هاو، الأم العزباء ليو سويهوي، والقس الذي يبيع صليبه ليدفع ثمن الجرعة. لكنه يدرك أن ما يفعله غير قانوني؛ فالشركات الأصلية، والشرطة، والمهربين الآخرين يضيّقون الخناق.
بعد عام من الخروج من السوق ينتحر لو سيويي لأنه لم يعد يستطيع شراء الدواء الأصلي أو المقلد. هذا الحدث يعيد البطل إلى اللعبة، فيبيع ممتلكاته ليواصل استيراد الدواء من دون ربح، ثم يستسلم للشرطة عندما يداهمون المستودع. «أنا لا أشعر بالذنب» يقول للقاضي، ووجهه مطمئن.
الجدل هنا يتجاوز الفيلم. الشركات التي تطور أدوية السرطان تنفق مليارات في البحث السريري، ومن حقها البحث عن ربح يضمن استدامتها. لكن هل من الضروري أن يكون ثمن الحبة 30 ألف يوان لتغطية الكلفة؟ إذا كان مالك متجر صغير قادرًا على بيع الدواء بلا ربح لإنقاذ حياة غرباء، فأين الحد الأدنى من المسؤولية لدى الشركة المتعددة الجنسيات؟ يذكّرنا الفيلم بتصرفات علماء مثل تو يويو التي نشرت صيغة الأرتيميسينين مجانًا، وشركة «ميرك» التي وزعت عقار «إيفرمكتين» دون مقابل لمكافحة العمى النهري في إفريقيا.
يتكرر في الفيلم مشهد الطعام: علبة الأرز التي يأكلها لو سيويي، طبق الشعيرية في مطعم رخيص، شوربة المستشفى لأب البطل، وليمة صغيرة تجمع الفريق، وحتى المائدة التي تجمع الشرطة والمرضى. الطعام رمز للبقاء، والدواء شرط للبقاء، فلا الطعام ولا الدواء يمكن أن يتوقفا.
العالم غير عادل، ولا يوجد علاج شامل. لكن الفيلم يقول لنا إن النضال الفردي والجماعي هو الطريق الوحيد لتقليل الظلم: على الأفراد أن يقاوموا مصائرهم، وعلى البشرية أن تتشارك العلم والدواء كي لا يموت أحد لأنه فقير.*** End Patch
تاريخ النشر: 8 يوليو 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025