ثلاث حكايات عن قاعدة «الاستثمار لا يتجاوز شانهاي غوان»
محاولة قتل وهروب ليلي
لعقود اشتهر أبناء شاندونغ بالهجرة إلى الشمال الشرقي. كثير من أقاربي هناك. في شتاء 2007 ذهبنا — نحن بضعة شبان من شاندونغ — إلى بنشي لزيارة الأهل. كما جرت العادة انتهى الغداء بحرب كؤوس. نحن مشهورون بتحمل الخمر، لكن «المعارك الدوارة» مع المضيفين أنهكتنا، فبعد كأسين غبنا عن الوعي.
استيقظت ليلاً على يد تهزني بعنف. «انهضوا، يجب أن نهرب فورًا». اتضح أن كلامنا أثناء السُكر أهان أحد الأقارب المحليين، فحمل السكين لقتلنا. لم يكن تهديدًا؛ لفّ يده بضمادة كي لا تنزلق السكين أو تترك بصمات، وجرح قريبًا حاول منعه قبل أن ينتزع والده السكين منه. في الوقت الذي ذهب فيه ليجلب سكينًا أخرى، كان الأقارب يحملوننا شبه المخمورين إلى محطة القطار. في 2016 سمعت أنه أصيب بحروق شديدة أثناء تفجير مخزن متفجرات كان يصنعها بشكل غير قانوني، ثم صار يعيش من قراءة الطالع. منذ ذلك اليوم لم أعد أتجاوز شانهاي غوان.
قطار بلا مضيف
حكاية والدي عام 1992: سافر مع خالي وثلاثة من أقاربنا إلى هاربيـن للعمل في منجم فحم. بعد أكثر من 30 ساعة في القطار، توقّف القطار ليلاً في محطة صغيرة، وصعدت عصابة تشبه تلك في فيلم «لا لصوص في العالم» ونهبت الركاب عربةً بعد أخرى. لم يكن مع والدي الكثير من المال — معظمها مخبأة في الأحذية والملابس — لكن إحدى قريباتي كانت تحمل طفلًا عمره أقل من عام. بكى الطفل، فهدده اللصوص بإلقائه من النافذة إن لم يصمت. سلّمتهم ما معها واختبأت في الحمام.
قبل مغادرة اللصوص قالوا: «حياة هذا الطفل صارت لنا». قرر والدي وأقاربه النزول في أول محطة لتجنّب الأسوأ. طرقوا باب الحمام طويلًا من دون رد، وحين اقتحموه رأوها تحاول شنق نفسها! نزلوا مسرعين لكن لسوء الحظ نزلت العصابة في المحطة نفسها. لحقوهم وهم يهددون، فركض والدي بالطفل نحو مركز الشرطة… كان يمكن للحكاية أن تنتهي بكارثة.
موظف يحتال على رب عمله
في 2008 كان أحد أعمامي يدير شركة ديكور في مودانجيانغ. اتصلت زوجته برقم مجهول يدّعي أن عمّي صدمته سيارة وهو في غرفة العمليات ويحتاج 100 ألف يوان فورًا. للتحقق طرحت أسئلة وأضافوا تفاصيل دقيقة عن عمله ومدينة إقامته. حاولت الاتصال بزوجها لكن هاتفه مغلق. قال المتصل إنه سيعيد الاتصال بعد نصف ساعة وأعطاها رقم حساب مصرفي.
ذهبت مسرعة إلى أخيها لتقترض المال. لكنه خاف أن يكون الأمر خدعة، فاتصل بالمستشفى والشرطة، ولم يجدوا أي سجل لحادث. عاد المتصل يضغط، لكن صهرها أصر على التحقق مرة أخرى. بعد نصف ساعة اتصلوا بالزوج فوجدوا هاتفه يعمل؛ كان في اجتماع ونفدت بطارية هاتفه فتركه مع موظف ليشحنه. عندما أخبروه بالرقم اكتشف أنه يعود لموظف استقال قبل مدة. لم يثر ضجة؛ اكتفى بتتبّع «الخائن» وطرده بعد أشهر بذريعة أخرى. بعدها بثلاث سنوات أغلق شركته في مودانجيانغ.
بعد أن ضخّ وانغ جيانلين وما هواتنغ وليو تشيانغ دونغ وشو جيايين وغيرهم مليارات في الشمال الشرقي، جاء دور جاك ما ليقود فريق علي بابا إلى هاربين في 16 يوليو 2019، يزور الجامعات، يوقّع الاتفاقات، ويصرّح: «استثمارات علي بابا ستعبر شانهاي غوان». ربما تحسن المناخ الاستثماري بعد أسئلة «الجماهير التي تأكل البطيخ»، فها هي الحيتان تتجه شمالًا. أما أنا فما زلت أتذكر تلك الليلة على سكة الحديد.
تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2024 · تاريخ التعديل: 16 نوفمبر 2025