تقارير البيانات الضخمة والخصوصية المفقودة
في نهاية السنة يغصّ «ويتشات» بتقارير الاستماع من «نيتيز كلود ميوزك»، وتقارير القراءة من «جيهو»، وتقرير التعلم من تطبيق «ده ده». في الوقت نفسه صرّح رئيس «جيلي» لي شوفو بأن ما هواتنغ «لا بد أنه يتلصص على محادثات المستخدمين كل يوم»، فكان رد «ويتشات»: «لا نخزّن أي سجل محادثات؛ كلها تبقى على هواتف وأجهزة المستخدمين». بالمقابل، اعتادت «علي باي» نشر تقرير «الفاتورة السنوية» الذي يجعل الرجال يصمتون والنساء يدمعن، لكنها التزمت الصمت هذه السنة.
بينما نشارك قوائم أغاني وكتب ودروس بلا خجل، نخاف أن يعلم أحد أننا راقبنا حساب الحبيب السابق، ولا نبالي كثيرًا إذا امتنعت «علي باي» عن نشر فواتيرنا! الحقيقة: كل ما نفعله يُسجَّل. الإنترنت صار إلهًا محايدًا يرى الجميع، ويذكّرنا ألا نرتكب ما نخجل منه. حتى لو لم ترغب المنصات في جمع البيانات، فالقانون — مثل «قانون الأمن السيبراني» — يلزمها بالاحتفاظ بالسجلات لستة أشهر على الأقل.
تطبيق «Gyroscope» مثال على ذلك؛ هو مجرد طبقة ربط تدمج بياناتك من «موفز»، و«Apple Health»، و«Google Fit»، و«RescueTime»، وفيسبوك، وتويتر، وإنستغرام… ليكشف لك كمّ البيانات التي تجمعها التطبيقات الأخرى.
مع ذلك، ما تقدمه المنصات للمستخدمين جزء صغير من البيانات، غالبًا أرقام جامدة. كيف نقرأ ما وراء الأرقام؟ هل تساعدنا فعلاً على عيش حياة أفضل؟ الإنترنت قام على الانفتاح والشفافية. بدلًا من القلق على الخصوصية — وهي ترف لم يعد متاحًا — لنتعلم كيف نستخدم البيانات لنتأمل أنفسنا ونصبح أفضل. لكن تذكّر: الإنسان ليس أرقامًا فحسب؛ العاطفة والخيال لا تُختزل في لوحات البيانات. الأرقام لا تخلق الإبداع لكنها تساعدك على صقلك.
تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2024 · تاريخ التعديل: 20 نوفمبر 2025