الريادة محفوفة بالمخاطر والتمويل يحتاج إلى حذر
تبعث عشرات العروض الاستثمارية ولا يأتي رد، ثم يتصل بك مدير استثمار من صندوق مغمور ويطلب لقاءً في الغد. تمضي الليل ساهرًا تحضّر العرض، وفي الصباح تطلب من زوجتك أن تعدّل ربطة العنق، وتذهب بثقة إلى ستاربكس. تتحدث نصف ساعة، فيسأل عن بعض بيانات التشغيل ويعلّق اقتراحات، ثم يقول «سأفكر، لنبقَ على تواصل» ويغادر. يوم وراء يوم ولا يتصل أبدًا.
المطبات أكبر من ذلك. قبل ريادة الأعمال عمل صديقي «وانغ باو» مديرَ استثمار، وهو يروي لنا بعض ما رآه. قبل كل شيء تذكّر أن أموال الصناديق مُجمَّعة من شركاء محدودين (LP) يضعون المال مقابل عائد مالي، بينما الشركاء العامون (GP) يتقاضون رسومًا لإدارته. كل من يحمل لقب «مدير استثمار» هو موظف يبحث عن صفقات ليعرضها على الشركاء. كثيرًا ما تكون مشروعك مجرد اسم في محضر اجتماع الإثنين، وربما لا يذكره أحد لأن الصندوق أصلاً لا يستثمر في مجالك.
بعض «الحيل» الشائعة
- عدد المستثمرين يفوق عدد الرياديين: في موجة الريادة الحالية هناك صناديق بحجم 2–3 ملايين فقط، تصرخ بأنها «الأكثر احترافًا»، بل قابل وانغ مديرًا «شهيرًا» يحضر كل المؤتمرات ويخبره: «لدينا صندوق بمليوني يوان وسنستثمر في مجموعة مشاريع بمبلغ 50 ألفًا لكل منها»! ابتعد عنهم، فإما أنهم يمزحون أو يمزحون بك.
- طلب أسهم مجانية: إذا طلب منك المدير «حصّة بلا مقابل»، فاعلم أنه لن يجلب شيئًا سوى المتاعب؛ من يأخذ منك اليوم سيبيعك غدًا.
- إرهاق لا ينتهي: يطلب تعديلات على العرض اليوم، وغدًا بيانات جديدة، ويقول إنّه «في طور الإجراءات» لأشهر من دون أي تقدم. لا تهدر وقتك؛ البحر واسع، فلا تتعلق بفرعٍ ميت.
- الابتزاز العاطفي أو الجنسي: الاستثمار عقد مالي، لا شروط إضافية. من يطلب «مقابلًا آخر» ليس مستثمرًا بل «زبونًا» يجب فضحه.
- سرقة الأفكار: السرية التجارية ليست ترفًا، بل ضرورة.
في الختام: الريادة مغامرة، والتمويل كذلك. كل مؤسس هو ثائر، والثورة قد تنزف وتخسر. لا تخف من الفشل، لكن لا تفقد شرفك. من يخلع قناعه مرة، سيقضي عمره خارج القطيع.
تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2024 · تاريخ التعديل: 21 نوفمبر 2025